المراد بقانون السقف: بأن
القدرة على القيادة هي من تحدد مستوى فعالية المرء، فكلما كانت قدرة أحد الأشخاص
على القيادة أقل، كان سقف امكانياته أقل، وكلما كانت قدراته على القيادة أعلى كان
سقف امكانياته مرتفعا.
مثال يوضح قانون السقف:
قوانين لا تقبل الجدل في القيادة ،، قانون السقف |
عندما تشارك قائدا سقف قيادته مرتفعا:
الأخوان ( ديك وموريس) عندما شاركا قائدا تطور مطعمهما؛ ليصبح مشهورا واسعا باسم "مطاعم ماكدونالد" ففي عام
1954م تعرف الاخوان (ديك وموريس) على رجل يدعى "راي كروك"، الذي كان يتردد على
مطعمهما دائما، وكان المطعم من المفضل لديه، وكان يدير شركة صغيرة تبيع ماكينات صنع المخفوقات (المنسوجات)،
وكانت لديه رؤية لما يمكن أن يحققه هذا المطعم ، وكان يرى بخياله السعة التي يمكن
أن يصل إليها المطعم، فبدأ بتأسيس مؤسسة ماكدونالدز، وقام بتجميع فريق عمل من أفضل
الأشخاص الذين وجدهم ذكاءً، ولم يتقاض أي راتب خلال أول ثمان سنوات في المؤسسة،
وفي عام 1961م اشترى كروك الحقوق الحصرية لماكدونالدز من الأخوين مقابل 2.7 مليون
دولار.
الاخوان ( ديك وموريس) كانت لديهما قدرات محدودة للقيادة، ولم تكن
الرؤية واضحة لديهما، لكن كان سقف القيادة عند كروك عاليا جدا فخلال عام 1955م إلى
1959م استطاع كروك من افتتاح 500 مطعم من مطاعم ماكدونالدز، واليوم تمتلك مؤسسة ماكدونالدز أكثر من 31000 مطعم في أكثر من 120 دولة حول العالم.
هل تريد أن تغير اتجاه المؤسسة أو الشركة ؟؟ ،، غير قائدها.
قانون بسيط جدا يقول لنا:
كلما كانت قدرة الشخص على القيادة مرتفعة أو قوية كان سقف المؤسسة واسعا ومرتفعا.
وبكل بداهة إذا وجدت مؤسسة أو شركة مقيدة أو محدودة ولم تتوسع، فإن قدرات قيادة
هذه المؤسسة ضعيفة جدا. لذلك تسعى كثير من المؤسسات في الازمات وفي الاوقات الصعبة إلى تغير
القيادة، بل البلدان المتحضرة عندما تمر بأوقات صعبة فإنها تنتخب رئيسا جديدا. هذا
للأسف بخلاف بلادنا العربية...
بل كان يقول خبير التنمية البشرية ستيفن آي كوفي: إذا ذهبت إلى مؤسسة
واشتكوا من الوضع فإن أول اجابة لي هي بأن يغيروا القائد، وأن يثوروا عليه. وكان
يقول هذا هو الحل.
لأنه لو لم يكن الخلل في القائد لما بقت الشركة في الفوضى لسنوات عديدة.
الفرق الرياضية عندما تخسر في مباراة من المباريات فإن أول عمل يقومون
به هو تغيير مدرب الفريق، لا سيما إذا كان هناك لاعبون موهوبون.
إن قانون السقف يقول لنا: إذا أرت أن تصل إلى أعلى مستويات الفاعلية
عليك أن ترفع السقف.
هل يمكن أن يوجد نجاح بدون قيادة؟
النجاح بدون قيادة ممكن جدا وفي مقدور الكثير من الأشخاص؛ لكنه سيكون
نجاحا محدودا فقط، واضح ذلك كما ذكرنا في مطاعم ماكدونالدز، لكن أن يكون النجاح
واسعا ومبهرا، فلا بد من وجود قيادة لها سقف مرتفع جدا ، وبقدر ارتفاع سقف القيادة
بقدر ما يتحقق نجاح واسع جدا،
فكلما أردت ان ترتقي اكثر، زادت حاجتك للقيادة أكثر ، وكلما زاد الأثر الذي ترغب في صنعه، كنت بحاجة لقدرة أكبر على التأثير.
فكيف يزيد المرء من مستوى فاعليته وقدرته وقيادته؟
لديك خيارات: إما أن تعمل باجتهاد شديد لزيادة مستوى النجاح والتميز
هذا هو الخيار الأول، الخيار الثاني: أن تعمل على زيادة مستوى قيادتك، والخيار
الثاني هو الأنسب لتحقيق النجاح، فعن طريق زيادة قدرتك على القيادة ستزيد فاعليتك
وقدرتك على العمل والنجاح بنسبة عالية وكبيرة جدا.
كيف تعرف أن سقف قيادتك مرتفعا؟
من أجل أن تعرف أن سقف قيادتك مرتفعا قس نفسك في النقاط الاربع
التالية:
1- مهارات التعامل مع الناس:
هل تؤثر في الآخرين من مركز السلطة فقط؟ وهل علاقاتك مع الناس وتعاملك معهم يتسم
بالودية والمرونة والارتياح المتبادل؟
فاذا
حققت تعاملا مع الناس من غير سلطتك الوظيفية، فإن قيادتك ستكون مرتفعة ومذهلة، أما
إذا كانت بالاعتماد على السلطة فإن القيادة لديك متدنية. وسيأتي بيان هذا في
الكلام عن قانون التأثير.
2- التخطيط والتفكير
الاستراتيجي:
قدرة
المرء على التخطيط وبناء الخطط الاستراتيجية وبعد النظر للمستقبل دليل على سقف
قيادته المرتفع، ولذلك ينبغي لكي صاحب عمل أو قائدا في مؤسسة أن يسأل نفسه سؤالا:
ماذا أريد أن تكون عليه هذه المؤسسة بعد خمس سنوات؟ فوجود الخطة الاستراتيجية عند
القائد تقيس مدى قدرته وسقفه المرتفع علي القيادة.
3- الرؤية:
هي بعد
النظر لما ستكون عليه المؤسسة في المستقبل، فإذا كانت رؤية قائد المؤسسة واضحة في
ذهنه فإن سقف قيادته سيكون مرتفعا، ولذلك وضع استيفن كوفي في العادات السبع الاكثر
فاعلية في حياة الناس عادة: "ابدأ والغاية في ذهنك"
4- النتائج:
قدرة
القائد أو مدير المؤسسة أو صاحب العمل على تخيل النتائج التي ستكون عليها المؤسسة،
دليل سقف قيادة مرتفع.