لماذا تصل الشركات الى مرحلة الانحدار؟
تسمى هذه المرحلة Decline Stage وهي تعني مرحلة التدهور أو الهبوط أو الانتكاس، ومعلوم أن مراحل الشركات او المنتجات هي: التأسيس، النمو، النضج، الاستقرار، الانحدار.
وهناك أسباب كثيرة تجعل الشركات تصل الى الانحدار والانهيار، وفي هذا المقال سنتاول هذه الاسباب وسنضرب مثالا في انحدار الشركات بالتطبيق على شركة نوكيا المثال الاوضح لوصول الشركات العملاقة الى هذه المرحلة، ومن قصة انحدار شركة نوكيا يمكننا معرفة كثير من الأسباب والدروس والعبر، والتي بذكرها يمكن للشركات وللمشاريع الناشئة تجنب هذا الانحراف في المشاريع التجارية.
وهناك أسباب كثيرة تجعل الشركات تصل الى الانحدار والانهيار، وفي هذا المقال سنتاول هذه الاسباب وسنضرب مثالا في انحدار الشركات بالتطبيق على شركة نوكيا المثال الاوضح لوصول الشركات العملاقة الى هذه المرحلة، ومن قصة انحدار شركة نوكيا يمكننا معرفة كثير من الأسباب والدروس والعبر، والتي بذكرها يمكن للشركات وللمشاريع الناشئة تجنب هذا الانحراف في المشاريع التجارية.
انحدار شركة نوكيا:
كانت شركة نوكيا من أكبر مصنعي الهواتف، ففي عام 2007م، حيث كانت شركة نوكيا تستأثر بنسبة 40% من مبيعات الهواتف عبر العالم، ومع ظهور الهواتف التي تعمل باللمس في عام 2007م لشركة آبل وفي عام 2008 لنظام الاندرويد تقلصت مبيعات نوكيا حتى انتهى بها المطاف الى بيع مصنع الهواتف لشركة مايكروسوفت.
فلماذا كان هذا الانحدار لشركة نوكيا حتى أنها لم تستطع المحافظة على حصتها السوقية، ولا على مكانتها،
فما هي القصة؟
لا اريد ان أسرد الاسباب سردا في تحديد أسباب انهيار نوكيا، لكن نريد ان نحكيها واقعا، وعليك وضع الاسباب،
تخيل بأن شركة نوكيا ظلت تفضل الهواتف التي تنتجها على نظام الهواتف الجديدة التي نزلت الى السوق سواء العاملة على نظام IOS الايفون التي بدأت في الظهور الى السوق في عام 2007م، او تلك العاملة على نظام android التي ظهرت فيما بعد في عام 2008م، قد لا نعرف ما هي مشكلة الشركة نوكيا مع نظام اللمس، قد تكون الاشكالية في الموظفين او في الادارة العليا للشركة، لم يكن ينقص الشركة عقليات برمجية ولا قدرات فائقة، ربما كان ينقصها الادراة الرشيدة والواعية لحجم التهديدات المنافسة، لذلك تحول الجمهور بشكل جنوني الى الهواتف التي تعمل باللمس ولم تكن نوكيا تملك حصة فيها، أرادت نوكيا أن تتغلب على الواقع المنافس، لكن بعد سنوات عديدة ففي عام 2010م أصدرت نوكيا جهاز Nokia N8 وكان جهازا جيدا في وقته وبشكل رائع، لكنه كان متأخرا جدا، ولم يكن ذا قدرة على منافسة سوق الايفون والاندرويد، فقد تحول الجمهور إليها بشكل كبير جدا.
فما هو سبب انهيار شركة نوكيا؟ ولماذا لم تواكب التهديدات التي ظهرت والتي أدت الى انتقال الجمهور الى تلفونات اللمس؟ ولماذا كان هذا التأخر في اعتماد نظام التشغيل اندرويد؟
في تقرير نشره موقع الجزيرة بعنوان: من قتل نوكيا؟ ذكرت عن الرئيس التنفيذي للشركة في عام 2010 أنه اتخذ مجمل قرارات كارثية في حق الشركة، منها: أنه اختار منصة ميكروسوفت ويندوز فون كمنصة وحيدة لتشغيل أجهزة نوكيا. ولماذا اختار هذه المنصة؟ تشير تقارير أخرى إلى أن نظام الاندرويد الصادر من جوجل مجانا للشركات، بينما ويندوز فون كان بفلوس من مايكروسوفت، فتم اتخاذ هذا القرار من أجل الحصول على المال لتغطية نفقات الشركة.
ليست هذه القررات فقط، بل تم تسريح كثير من الموظفين في الشركة، وغادر كثيرة من المبتكرين الشركة بسبب تعنت مجلس الادارة في مقاومة التغيير الحاصل في السوق. وهنا ضعف الابتكار في السوق.
الخلاصة:
عدم تقدم الشركات ومرواحتها لمكانها يكون بسبب عقلية القائد التي تعود الى المألوف في وقت الازمات، كما أن بقاء الشركة في مكانها مع تقدم الآخرين يعتبر تراجعا وتخلفا. وعدم قدرة الشركة على قراءة المنافسين ومواكبة التغيرات التقنية ومواجهة التهديدات يسبب فشل العمل والشركة.
لذا فيمكن القول بأن سبب انهيار شركة نوكيا هو بسبب العقلية القيادية لها، ولذلك الان بدأت شركة نوكيا بالعودة للصدارة نوعا ما لما تغيرت قيادتها، ففي نهاية عام 2016م تأسست شركة جديدة باسم HMD Globle من قبل مسئولين وموظفين كبار سابقين في شركة نوكيا، والان تقدم اصدارات تتمتع بتقيمات ايجابية ومثمرة بسبب متانتها وتقديمها لمستوى جيد من الاداء.
فعندما يوجد القائد الجيد والفطن يكون انحدار الشركات شبه معدوم.
فمن هذا الاستعراض لقصة نوكيا يمكننا معرفة أسباب انحدار الشركات:
السبب الاول : شخصية القائد.
شخصية القائد للمؤسسة تعتبر السبب الرئيسي لنمو الشركة أو فشلها، فإذا كان القائد للمؤسسة ذا رؤية واضحة، وصاحب بعد استراتيجي، فمن المؤكد أن هذه القيادة ستصنع النجاح، ولن تبحث عنه، ومن أروع الأمثلة لشخصية القائد الناجح والمتطلع وصاحب الرؤية الواضحة عماد المسعودي صاحب موقع عقار ماب، هذا الشاب اليمني الذي تعرض للكثير من الصعوبات في البدء بمشروعه، ولكنه تغلب على كل العقبات وانطلق مع فريق مؤمن برؤيته حتى حقق نجاحا كبيرا.أما إذا كانت شخصية قائد المؤسسة شخصية مهتزة ولا تملك الرؤية الواضحة، وليس لها بعدا استراتيجيا، فمن البدهي تعرض هذه الشركة تحت مثل هكذا قيادة الى الانهيار.
وفي وقت الازمات تلجأ الشركات الى تغيير القائد، لأنه كما يقال إذا أردت أن تغير اتجاه المؤسسة غير القائد.
طرفة رائعة في القيادة:
هنري فورد صاحب الرؤية في صناعة السيارات الجيدة والمذهلة حقق نجاحا بواسطة الموديل T الذي غير وجه الحياة في أمريكا وحصل على نسبة 50% من مبيعات السيارات في امريكا، ولكنه لم يكن يقبل أن يتم تحسين المنتج او تغيير الموديل، حتى عندما فاجأه موظفون بتصميمات من موديل مطور، فإنه قد غضب جدا وشرع في تمزيق التصميم بنفسه.وظلت الشركة أكثر من 20 عاما تطرح تصميما واحدا وهو الموديل T ، ولم يكن يرغب بالمنافسة وتخلفت شركة فورد حتى وصلت حصتها السوقية الى 28% فقط، وكان هنري يقوم بطرد كل المدراء التنفيذين الجيدين ويقلل من صلاحياتهم، وبقى بعض الموظفين في الشركة على أمل أن يموت هنري ويتولى قيادة المؤسسة بعده ولده ادزيل، ولكن حدث العكس توفي إدزيل الابن الاصغر لهنري فورد، وكان عمره 49 عاما وتولى الابن الاكبر لهنري الادارة بعد والده.
لماذا شخصية القائد هي السبب الرئيس للانحدار؟
القائد هو سبب نجاح الشركة او فشلها وانحدارها، وذلك لأن القائد الحقيقي لا يقود بنفسه وإنما يقود بفريق، ولأن القائد الحقيقي هو من يبني الفريق ويطورهم، والقائد هو من يجعل الفريق متناغما ومحبا للعمل، وهو من يكتشف القدرات ويوظفها.
السبب الثاني: عدم مواكبة التقدم التقني والتكنولوجي:
يقال بأنك إذا لم تمش الى الأمام فإنك تتأخر؛ لأن غيرك يتقدم.ولهذا فإن عدم مواكبة الشركات للتقدم التقني والتكنولوجي يساهم بشكل كبير جدا في انحدار هذه الشركات، وانهيارها، فالتقنية تتطور بشكل كبير جدا، وفي كل يوم لنا من الدراسات التقنية والتكنولوجيا المتجددة ما يذهل العالم، بل اليوم تتغير الحضارة بشكل كبير جدا، فإغفال الشركات للتطور التقني وعدم مواكبة التكنولوجيا هو أحد أسباب انحدار الشركة وانهيارها. وليس أدل على ذلك قصة موضوعنا انحدار شركة نوكيا.
السبب الثالث: عدم وجود مزايا تنافسية:
قد تنجح الشركات لأسباب منها: سبقها في المجال الذي تعمل فيه، او تقديمها خدمات الناس في أمس الحاجة لها، أو حاجة السوق اليها، فقد تنجح هذه الشركات في البداية، ولكنها بعد فترة وجيزة تصاب بالفشل الذريع والانحدار السريع، لماذا؟ وذلك لعدم امتلاكها أي ميزة تنافسية، ولذلك قال جاك ويلش خبير التسويق:اذا انت لا تمتلك ميزة تنافسية فلا تنافس.