الرؤية المنمقة للشركات تتحدث كثيرا،، لكن لا نتيجة
رؤية الشركة ورسالتها لا تتحدث كثيرا |
قصة رؤية تتكرر !!
دخل رئيس مجلس الإدارة على الموظفين: بدأ كلامه بالترحيب بهم و دخل في الموضوع مباشرة !
اريد منكم وضع رؤية للشركة!!
قرر مدير عام الشركة عقد اجتماع عاجل و طارئ لمناقشة وضع الرؤية بحسب طلب مالك الشركة.
بدأ النقاش و توالت الأفكار و بدا المدير العام مستعجلا.
جاء الجواب: أنا اكفيكم الامر خلال يومين!.
هكذا قال أحد المدراء.
سرُ المدير العام بذلك و وافق على تكليف ذاك المدير، لكن سأله مالذي ستفعله؟.
رد ذاك المدير: أنا اعرف صديق يعمل في شركة متعددة الجنسيات، سأطلب منه أن يرسل لي رؤية شركته، فهي شركة ناجحة و عملاقه!، و سأنزل من النت مجموعة رؤى لشركات أخرى ثم سأصيغ رؤية لشركتنا و اقدمها لك لعرضها على المالك.
وافق المدير العام على هذا الطرح.
تم الأمر و قدمت الرؤية بلغة جميلة و بخط واضح، كتبت على ورق فاخر .
أعجب المالك بها و قرر نشرها في أدبيات الشركة و موقعها .
عاد الموظفون و الإدارة لمزاولة اعمالهم كالمعتاد بعد استلام المدير العام للمكافأة!!!.
ظن ذاك المالك و كادره القيادي أن الرؤية هي برواز يزين به مظهر شركته ، يفاخر بها الشركات المنافسة!!.
الى هنا انتهى المشهد:
اهتم بالرؤية فهي تحدد مصير شركتك ومؤسستك.!!
هذا الأمر يقع في كثير من الشركات التي تنظر للمارسات الإدارية والتنظيمة من باب التقليد للآخرين و ليس من باب الاعتقاد أن مستقبل الشركة يتحدد بناء على تلك الممارسات.
مع أن الرؤية: هي المكان الذي تريد ان تصل اليه بعد مدة من الزمن (5 سنوات فما فوق) .
و هي لا تكتب جزافا و لا تنسخ من شركة أخرى و لو كانت الشركة ناجحة ، بل تنبثق من عملية تفاعل مجموعة من الامور،
مثل:
1. تقييم الوضع الحالي ( البيئة الداخلية لشركة او البيئة الخارجية ) .
2. تنبأ الشركة بالوضع بعد خمس سنوات (من خلال التقييم السابق).
3. استلهام اهداف الملاك و طموحاتهم في تحديد موقع الشركة الذي تطمح الوصول اليه.
بعد ذلك يتضح للشركة نقاط قوتها و ضعفها الحالية و المستقبلية، و كيف ستستغل نقاط القوة و تعالج نقاط الضعف؟ و سيتضح لها الفرص المتوقعة و كيف ستقتنصها و التحديات الحاليه و المستقبلية و كيف ستواجهها؟.
بهذا ستكتب الشركة رؤيتها و لن يذهب كوادرها بعد ذلك الى النوم و الراحة.
بل سيبدأون بعملية تغيير واسعة تتوافق مع طموح الرؤية.
↰عندما تكتب الشركة رؤيتها بناء على التقييم المستمر لوضعها واستلهام الاهداف والافكار والطموحات:
- ستختلف رؤيتهم للموظف من حيث المواصفات و عمليات التدريب و التحفيز و....
- ستختلف نظرتهم لمستلزمات العمل من حيث جودتها و طرق تحديد احتياجاتهم لها و....
- ستختلف نظرتهم لطريقه انتشار فروعهم او اماكنها و الاسواق الذين يعملون فيها و....
- أما العميل او الزبون فهو بيت القصيد الذي سيغيرون منهج الشركة و وسائل عملها من أجله.
خلاصة الكلام:
الرؤية ليست كلاما منمقا و خطا جميلا بألوان زاهية، بل هي العنوان الذي تريد الشركة أن تكونه، و الذي منأجل أن تصل إليه ستعيد بناء نفسها بشكل جذري.
فضع رؤيتك بناء على استلهام اهدافك المستقبلية وتنبأ بما ستكون عليه شركتك، وما الذي تريد تحقيقه؟
=========================
الكاتب: فارس الصرمي
مدير فرع حدة
بنك سبأ الإسلامي
مدير موارد بشرية سابق
فارس الصرمي مدير فرع حدة بنك سبأ الاسلامي |