هل أنت رائد في عملك؟
هذا السؤال لم يأت اعتباطا ولم يأت بسبب موضة ريادة الأعمال المنتشرة، هذا السؤال طرحناه على الكثير من الشخصيات ، واستخلصنا الاجابة عليه من خلال مواقف وقراءات مجتمعية لقيادات في مؤسسات عملاقة، أمثال مستشفى جامعة العلوم والتكنولجيا، حيث لمسنا في قيادات هذه المؤسسات على الرغم من أنها لا تمتلك شيئا في المؤسسات التي تديرها إلا أنها مثلت الإجابة عن سؤال هل أنت رائد في عملك بشكل واضح جدا، ولهذا كان هذا السؤال:
أولا: الريادة مرتبطة بالابداع:
الريادة مرتبطة بالابداع والابتكار في العمل وفي القيادة، وهذا الابداع والابتكار غير مقيد بشخص المالك وصاحب العمل، وغير مقيد بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وغير مقيد بالأفكار الجديدة والتقنية، بل الأبداع مرتبط بالمشروع ومرتبط بالعمل ومرتبط بالادارة، فكما قيل صناعة الحضارة تقوم على شخصين: (المهندسين، والاداريين)، لأن الإداري يتخيل الحضارة والمهندس يبنيها.
فإذا كنت مبدعا في عملك وفي إدارتك فأنت رائد أعمال، أما إذا كنت تدير العمل بشكل روتيني فأنت لست رائد أعمال، فرائد الأعمال يطور ويبني ويبدع في العمل ويحقق أعلى مستويات النهوض المؤسسي في العمل، في عهد رائد الأعمال تتطور المؤسسة أكثر من غيره.
هل أن رائد في عملك؟ |
ثانيا: رائد الأعمال يطور العمل ولو لم يكن المالك:
في مقال عن قانون السقف ذكرنا مثالا لرائد الاعمال راي كروك الذي تعرف عليه مؤسسا مطاعم ماكدونلدز، وهما اللذان أسسا المطعم بقدرة فائقة في تقديم ميزات خدمة العملاء، حتى ذاع صيتهما واشتهر مطعمهما بشكل كبير جدا، وكانا يعتمدان في العمل على ذاتيهما وإدارتهما المباشرة، ولكنهما لما أرادا توسيع عملهما وفتح فروع للمطعم لم ينجحا، لكنهما بعد أن تعرفا على (راي كروك) استطاع خلال سنتين أن يفتتح عشرات المطاعم تحت اسم ماكدونالدز.
اذا امتلكت هذه الصفات فأنت رائد في عملك:
1. تتعلم دائما.
أهم صفة في الإنسان الناجح هي التعلم دائما، ومتابعة الجديد، ومن النصائح الذهبية لرائد الأعمال العالمي وارن بارفيث هي: استثمر في نفسك.
واليوم العالم يتطور بشكل متسارع جدا في كل المجالات ادارية وتقنية وتعليمية ونفسية واجتماعية، والعلوم كل يوم في تغير وتبدل مستمر، فما كان مستخدما قبل سنة ربما لا يحتاج إليه الآن، والأجهزة والتقنية تتطور بشكل كبير جدا.
وبالتالي فمن صفات رائد الأعمال المميزة هي التعلم دائما والبحث عن الجديد، وهذا التعلم لا يكون الا بالعديد من الطرق منها:
القراءة الدائمة
متابعة الفديوهات والدورات
الندوات والمؤتمرات وغيرها.
2. يفيد من حوله دائما:
يقولون:
النجاح،، لا يقاس بمقدار الأعمال التي تنجزها، بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك.
في مقالنا عن الدكتور/ عبدالملك ملهي خبير الموراد البشرية في العديد من المؤسسات اليمنية، أخبرنا عن تخصيصه وقتا للتواصل الاجتماعي لنقل الفائدة والمعرفة الى الأصدقاء والأصحاب.
الموظف الرائع هو الذي يسعى لتقديم ونقل المعرفة الى كل المحيطين به، فترى الكل يحس بأنه القائد لهم والملهم لهم ولو لم يكن في منصب أعلى، لذلك يتأثرون به ويسمعون منه أكثر من غيره.
3. يجعل العمل مرتبا:
يكون الموظف رائد في علمه عندما يجعل العمل مرتبا، بحيث يحدد الألويات لعمله، ويبدأ بالأهم قبل المهم، ولا يدخل في عمل حتى ينجز الأعمال الأخرى، وهو دائم الحرص على أن يتم العمل وفق رؤية واحدة وبطريقة أسهل
فهو اذا كان مبرمجا يحرص على كتابة الاكواد بطريقة احترافية.
واذا كان مديرا يحرص على أن ينجز العمل في أبسط الطرق.
يعطي المهام للموظفين بكل تفاصيله، ولا يترك للموظف اي استفسار؛ لأنه مرتب في عمله وفي إدارته.