التسويق أثناء الازمات
يعد التسويق من أهم
أعمدة استمرار المنظمة في تقديم سلعها
وخدماتها للعملاء وخصوصا اثناء الازمات، اذ يهدف التسويق الى تفعيل خطوط التواصل
الداخلية والخارجية للمنظمة مع العملاء، وزيادة الحصة السوقية للمنظمة في السوق
المستهدفة، وجذب عملاء اكثر من خلال تطوير برامج واستراتيجيات تسويقية لمواكبة التغيرات
المتسارعة والازمات المتكررة، كما يجب أن تتميز هذه الاستراتيجيات التسويقية
بالاستجابة السريعة تجاه متغيرات البيئة التسويقة ، وكذلك يجب أن تكون متغيرة للتكيف
مع تغيرات ومتطلبات السوق، والعمل على تنظيم واستخدام قدرات المنظمة لتلبية
احتياجات ورغبات العملاء .
إن البيئة الخارجية
للمنظمة في تغيير مستمر وهذه التغيرات قد تكون ايجابية من خلال التطور في
التكنولوجيا والصناعات المختلفة والسباق التنافسي بين المنظمات، وقد تكون سلبية من
خلال الركود الاقتصادي الناتج عن الازمات السياسية والمالية والصحية والتي أخرها
أزمة وباء جائحة كورونا ( كوفيد19) الذي يعصف بالعالم وما نتج عنه من اجراءات
احترازية تسببت في توقف العديد من الصناعات السلعية والخدمية ادت إلى افلاس بعض
الشركات العالمية بل وصل التاثير الى تهديد اقتصاد بعض الدول العظمى، وامام كل هذه
التغيرات يجب أن تكون وظيفة التسويق بما تمتلكه من خطط واستراتيجيات متفهمة
ومستوعبة لتلك التغيرات وقادرة على التكيف والتصرف معها وتطوير استجابات فعالة من
خلال تحديد قطاعات السوق واحتياجاته وتطوير برامج واستراتيجيات تسويقية تتناسب
معها، بالاضافة إلى ذلك وحتى تكون المنظمة ناجحة في السوق وقادرة على الاستمرار
والبقاء وخصوصا في ظل بيئة متغيرة وازمات متكررة فإنها لابد أن تستخدم استراتيجيات
تسويقية استباقية حيث أن هذه الاستراتيجيات الاستباقية قد تغير تهديدات حالات الركود
الاقتصادي إلى ميزة تنافسية للمنظمة وبالتالي تحقق لها الاستمرار في الاسثمار
والحفاظ على حصتها السوقية، مما يعزز فرصها في السوق ويجعلها رائدة بعد إنتهاء
حالة الركود، وبالتالي تحقيق التميز على المنافسين.
إن الفكرة الاقتصادية
المتفشية لدى مدراء المنظمات خلال الازمات هي تخفيض التكاليف وبالتالي تخفيض
الاسعار وإنقاذ الموقف، ولكن عند النظر الى الامد الطويل للعلاقة بين المنظمة
وعملائها فإن هذه الفكرة ستعود بأثر سلبي على المنظمة عند زوال الازمة، ووفقاً لكل
من (Barwyse ,
Styler and Simms) فإن التسويق هو أحد أهم الامور الواجب على
المنظمة إستثمارها أثناء الازمات، حيث تشير دراساتهم إلى أن المنظمات التي واصلت
الاستثمار في التسويق بل وزادت من إنفاقها عليه لم يقلل ذلك من ربحها خلال الازمة،
بل على العكس فقد ارتفعت بشكل أسرع بعد إنتهاء الازمة مقارنة بالمنظمات التي خفضت
تكاليفها، واكتسبت تلك المنظمات حصة سوقية تعادل ثلاثة أضعاف حصتها السوقية قبل
الازمة.
كبته خبير التسويق الاستراتيجي
الدكتور/ احمد جابر ابو هادي