يُحكى أن أحد الأباطرة كان مشغولاً
بمظهرة أكثر من أي شي آخر. فتقدم إليه خياط مخادع، استطاع إقناع الإمبراطور بأنه
يملك أقمشة سحرية خفية يراها “فقط” أكثر الناس ذكاءً وكفاءة وإخلاصًا في
إمبراطوريته.
فطلب الامبراطور فورًا أن يعد له
ثوبًا ورداءً كاملًا من هذا القماش السحري الفريد ليرتديه في موكبه.
وقبل العيد بيوم دخل الخياط
المخادع الى القصر مادًا يديه (وكأنه يحمل الملابس الخفية) ورغم أن الإمبراطور لم
ير شيئًا، ولكنه خاف أن يُتهم بعدم الذكاء أو قلة الكفاءة.
فاستشار رئيس البلاط الذي خشي
بدوره أن يُتهم بعدم الإخلاص فأظهر بعيونه وايماءات يديه وجسده انبهارا واستحسانا عظيما للملابس الرائعة.. وحين شاهد رجال الحاشية تعبيرات رئيس البلاط السعيدة خافوا
أن يُتهموا بعدم الكفاءة وعدم الإخلاص ما قد يهدد مستقبلهم .. فصاحوا معلنين
انبهارهم الشديد بالزي الرائع، وحين رأى وسمع الإمبراطور كل هذا المديح صدق
الأكذوبة تمامًا.
قصة الامبراطور والرداء (دروس في الإدارة) |
وقبل خروج موكب الامبراطور من
القصر .. أعلن رئيس البلاط لعموم الجمهور بأن الإمبراطور سيلبس ثياباً سحرية لا
يراها إلا المخلصون، والأذكياء.
و بمجرد خروج الامبراطور من القصر
تعالت صيحات الإعجاب بالملابس السحرية الجديدة.. فكل شخص بين الحضور كان يخشى
اتهامه بعدم الولاء والإخلاص للإمبراطور، كما لا يريد أن يظهر بمظهر الجاهل والأقل
كفاءة بين الشعب!!
ووسط صيحات الاعجاب شد طفل صغير ذراع
أمه، وقال بأعلى صوته: لكن يا امي الامبراطور عااااااااري تمامًا.
فالتفت الجميع للطفل ثم للامبراطور
ثم ساد صمت مهيب حين أدرك الجميع حجم المأساة والفضيحة.
حينها فقط اكتشف الإمبراطور أن
التملق وكتم الحقيقة (هي وحدها عدم الكفاءة والإخلاص) فطلب قماشاً يستر جسده وعاد
مسرعاً إلى قصره.
وبعد أن تعلم الدرس. أرسل
الامبراطور هذه النصائح لكل قائد ومدير:
١- إذا أحطت نفسك بفريق من
“المهللين فقط”، فسوف يجعلونك اضحوكة العالم.
٢- كلما قاومت وأرهبت النقاد كلما
عشت عارياً، وبدون مشورة صالحة لوقت أطول.
٣- الحق
حق مهما زاد عدد وقوة المهللين. فاستمع حتى لأبسط وأصغر الأعضاء الأمناء.
٤- اترك
الدائرة القريبة منك كل فترة، وانزل للشارع لتستمع للحقائق بدون رتوش.
٥- إن شرف
القائد والمؤسسة مرتبط بعينة نادرة من الاشخاص “الأمناء، الشجعان” إذا وجدتهم تمسك
بهم حتى الموت.
ومن النصائح أيضا لكل قائد ومدير :
من الضروري أن يفرق القائد بين ما
يعرفه هو وما لا يعرفه البقية، حتى لا يقع في سوء الفهم، مثل افتراض أن الآخرين
فهموا تعليماته وسيطبقونها، بينما هم يقومون بالعكس.
ومن الضروري للقائد أن تكون له
القدرة على تبديد الشكوك، وتوضيح متى تبدأ مهمة كل شخص ومتى تنتهي، والمسؤولية
التي يتحملها كل عنصر في المجموعة.
بهذه الطريقة لن تظهر ثغرات أو سوء
تفاهم أو تداخل في المسؤوليات، باعتبار أن كل شخص يعرف مكانه بالضبط.
وحتى تكون قائدا جيدا، تحتاج دائما لخوض التجارب في ميدان تخصصك، لاكتساب الخبرة اللازمة.
إذ إنك عندما تبدأ العمل فمن
المستحيل أن تكون لك القدرة على استباق الأوضاع والمشاكل التي ستواجهها، ولكن
عندما تمر بكل هذه الصعوبات فإنك تكتسب القدرة على توقع المشاكل وتفاديها.
كتبها:
محمد توفيق القباطي
مديرموارد بشرية
مديرموارد بشرية
شركة سويد للصرافة