ريادة الأعمال في المغرب العربي
أدى الاهتمام بالقطاع الخاص من قبل رواد الأعمال في المغرب العربي إلى وصوله لمكانه عالية في الاقتصاد، فهو الأن
محور أساسي للتقدم الاقتصادي وذلك عبر المساعدة في تحقيق المشاريع وتؤدي إلى تنوع
القطاعات الاقتصادية ودفعها للإبداع.
ويشهد المغرب حاليا ظهور مجموعة من
الشباب المندفع نحو ريادة الأعمال عوضا عن طلب الوظيفة العامة في القطاع الحكومي، والذي
يعاني بدورة من ندرة في فرص العمل؛ وما
يميز هؤلاء الشباب مستوى التعليم العالي ويعتبر اغلبهم متخصص في إدارة
الأعمال ولديه خلفيه عن أهمية التخطيط الاستراتيجي ، كما أنه تعايش مع الثورة
التكنولوجية والمعلوماتية والتي وصلت
لمرحلة متقدمة من التطور كان آخرها الإدارة عن بعد.
وحيث يعاني أغلب شباب المنطقة من البطالة
المرتفعة والمنتشرة بين الشباب والتي
ترتفع عن الضعف في المعدل العالمي، ويسعى بسببه العديد من الشباب للهجرة، فهل يمكن
للشباب المغربي أن يترجم حلمه بتأسيس شركات خاصة بهم إلى واقع؟
كما هو معروف بأن ثقافة ريادة الأعمال
والمشاريع الناشئة انتشرت في الدول العربية مؤخرا خاصتا في الأعوام الأخيرة، وفيها نجحت الشركات
الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2017 م في العديد من الاستثمارات
وصفت بالقياسية، وقد بلغت 560 مليون دولار، لما يقرب من 260 شركة ناشئة.
وكدليل على اهتمام المغرب بريادة
الأعمال وتقدمها في هذا المجال فقد ذكر تقرير" المراقب العالمي لريادة
الأعمال"(GEM)
لعام 2016-2017 أن مؤشرات ريادة الأعمال في
المغرب في ارتفاع مستمر.
أيضا بينت الأرقام أن ما يقارب 74% من الشباب المغربي المتعلم لديهم
توجه كبير للدخول في عالم ريادة الأعمال.
حيث صنفت المغرب من بين أفضل خمسة دول افريقية لريادة الأعمال لعام
2018م وذلك وفقا "للمعهد العالي لريادة الأعمال والتنمية"(GEDI)، أي أن
وضع ريادة الأعمال في المغرب تقدم
بشكل ملحوظ.
وهناك العديد من المشاكل والصعوبات التي تواجه الشركات الناشئة في أغلب الدول العربية ولكن نجد أنها في المغرب
أكبر وأكثر من غيرها ومن أبرز هذه المشاكل
هي:
1.مشكلة الحصول على الدعم والتمويل اللازم.
2.مشكلة العثور على الأماكن الملائمة للعمل.
3.مشكلة في التدريب والتعليم المتوافق وسوق العمل، سواء كان في الجانب التقني أو في إدارة الأعمال.
ويتواجد أيضا لدى
رواد الأعمال عدد من الصعوبات منها:
وكما تعاني الشركات الناشئة بشكل عام
من مشاكل ومعوقات كذلك يعاني الرياديون في المغرب من صعوبات عديدة منها:
1.الحاجة إلى مرشدين ومستثمرين.
2.الحصول على مكان عمل مناسب.
3.الحصول على شركاء.
من أهمية ريادة
الأعمال في المغرب:
1.توفير فرص عمل تساهم في تخفيف مشاكل البطالة.
2.توفير الخدمات والمنتجات التي يحتاجها المستهلكين.
3.تساهم في خلق التنافس في الأسواق.
4.تعمل على التخفيف من العجز الاجتماعي من خلال اللامركزية الاقتصادية.
5.تعزيز البيئة الاستثمارية لجلب الاستثمار في المناطق الهشة.
6.تطوير البنية التحتية لتحقيق العدالة الجغرافية.
واقع ريادة الأعمال
في المغرب:
احتلت ريادة الأعمال في المغرب المركز 47 وذلك حسب ما جاء في تقرير
المرصد العالمي لريادة الأعمال لعامي 2018 و2019 الذي كان بمشاركة 54 دولة حول
العالم.
وجاء هذا الترتيب نتيجة لاستطلاع رأي
عام شمل خبراء عالميين في مختلف المجالات حول كافة المؤشرات والعناصر المؤثرة على
واقع ومستقبل هذا قطاع ريادة الأعمال.
وتقدمت ريادة الأعمال في المغرب ب9 مراكز حسب ما جاء في تصنيف ممارسة
أنشطة الأعمال.
بلغ نشاط المقاولة في المغرب لعام 2018م ما يقارب 6.7% مقارنة مع 8.8 % لعام 2017م، و5.6 %لعام 2016م حيث
بلغ متوسط السنوات الأخيرة ما يقارب 6.25%، وهذا حسب التقرير الذي تم بالتعاون مع
المعهد العالمي للريادة.
قال ما يقارب 66.6 % من المشاركين وجود
فرص جيدة لتأسيس عمل جديد في الأشهر المقبلة، فيما رأى 29.5 % تواجد القدرات
اللازمة لديهم لريادة الأعمال، و45.6% من
رواد الأعمال واثقون بتوفر فرص لبدء مشروعات أو أنشطة تجارية.
وأظهر ما يقارب 39.8% انطباع إيجابي
لتأسيس مشروع محلي جديد، بحسب تقرير المؤشر العام لريادة الأعمال.
وذكر68.3 % أن رواد الأعمال يتمتعون
بمكانة عالية مرموقة وكذا احترام المجتمع المغربي، كما ترى نسبة 61.1 % أن البدء بمشروع
جديد يعد خيارا مهنيا جيدا، حيث يعكس هذا الموقف الإيجابي للمجتمع المغربي عن
ريادة الأعمال.
كما حصلت المغرب على المركز 37 في
النشاط الريادي للمرحلة المبكرة والمركز 40 لملكية المنشآت الجديدة وأيضا المرتبة 17
لنشاط الموظف الريادي، وذلك حسب تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال.
جهود حكومة المغرب
العربي في دعم قطاع ريادة الأعمال:
يشهد لدولة المغرب العربي دوها
الإيجابي في العمل على توفير فرص لأبنائها بتأسيس شركاتهم الخاصة وذلك من خلال دعم
رواد الأعمال لمواجهة التحديات والصعوبات التي تواجههم ، أيضا عمدت الحكومة
المغربية إلى عمل العديد من المبادرات التي تساهم في تمويل المشاريع مثل:
1.إيجاد صندوق مالي للدعم تابع لوزارة
الصناعة والتجارة.
2.تدشين مبادرة مقاولتي لمرافقة الشباب
من رواد الأعمال.
3.تقديم النصح و الارشاد والتوجيه لرواد
الأعمال من أجل إنجاح المشاريع.
إلى هنا نجد أن الوقوف إلى جانب الشباب
و مساعدتهم في تحقيق أحلامهم للحصول على مشاريع خاصة مهم جدا فهو يسهم في خدمة الوطن و تستوجب إشراك
البنوك، ومؤسسات التمويل والشركات الوطنية الكبرى، وذلك للمساهمة بتقديم الدعم
اللازم مع مراعاة شروط وظروف إنشاء المشاريع، خاصة المشاريع الثقافية والإبداعية،
باعتبار هذه المشاريع ركيزة داعمة في بناء الاقتصاد المعرفي، وتقديم الدعم الاقتصادي
للوطن، وتعزيز الروابط الاجتماعية، في حصول المواطنين على حياة كريمة.