إن أهم ما تبحث عنه الشركات في الوقت الراهن هو التطور
المستمر وضمان البقاء والاستمرار، هنا يأتي الإبداع ليقدم الحل لهذه الشركات
بتقديم أفكار جديدة ومفيدة ومتصلة بحل مشكلات معينة وتجميع وإعادة تركيب الأنماط
المعروفة في أشكال فريدة، ولا يقتصر الإبداع على الجانب التكنيكي لأنه لا يشمل
تطوير السلع والعمليات المتعلقة بها وإعداد السوق فحسب بل يتعدى أيضا الآلات
والمعدات وطرق التصنيع والتحسينات في التنظيم نفسه ونتائج التدريب والرضا عن العمل
بما يؤدي إلى ازدياد الإنتاجية.
فالإبداع ليس إلا رؤية الفرد لظاهرة ما بطريقة جديدة
لذلك يمكن القول إن الإبداع يتطلب القدرة على الإحساس بوجود مشكلة تتطلب المعالجة
ومن ثم القدرة على التفكير بشكل مختلف ومبدع ومن ثم إيجاد الحل المناسب.
إن الظروف المتغيرة التي
تعيشها الشركات اليوم، سواءً أكانت ظروف سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية
والتي تحتم على الشركات الاستجابة لهذه المتغيرات بأسلوب إبداعي يضمن بقاء الشركة
واستمرارها.
يُحتم الإبداع
الفني والتكنولوجي في مجال السلع والخدمات وطرق إنتاجها وقصر دورة حياتها على الشركات
أن يستجيبوا لهذه الثورة التكنولوجية وما يستلزمه ذلك من تغييرات في هيكل الشركة
وأسلوب إدارتها بطرق إبداعية أيضا، مما يمكنها من زيادة أرباحها وزيادة قدرتها على
المنافسة والاستمرار في السوق من خلال ضمانها لحصتها السوقية بين الشركات
المنافسة.
الممارسات الإدارية التي تؤثر في الإبداع:
1. التحدي:
ويتم عن طريق تعيين الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة
والتي تتصل بخبراته ومهاراته، وذلك يؤدي إلى توقّد شعلة الإبداع لديه، كما أن التعيين
في المكان غير المناسب يؤدي إلى الإحباط والشعور بالتهديد.
2. الحرية:
وتتمثل في إعطاء الموظف الفرصة لكي يقرر
بنفسه كيف ينفذ المهمة المسندة إليه، فذلك ينمي الحافز الذاتي وحاسة الملكية لديه،
وفي الواقع نجد بعض المدراء يغيرون الأهداف باستمرار أو أنهم يمنحون الحرية بالاسم
فقط ويدّعون أن الموظفين ليس لديهم المقدرة على التوصل لحلول إبداعية.
3. الموارد:
إن الوقت والمال أهم موردين يؤثران على الإبداع،
وتوزيعهما يجب أن يكون بعناية فائقة لإطلاق شرارة الإبداع عند الجميع، وعلى العكس
فإن توزيعهما بشكل عشوائي يؤدي إلى تثبيط الهمم، كما أن مساحة المكان الذي يعمل
فيه الموظف كلما كانت واسعة كلما قامت بتحريك خياله المبدع أكثر.
4. ملامح فرق العمل:
كلما كان فريق العمل متآلفاً ومتكاملاً كلما أدى ذلك
إلى مزيد من صقل مهارات التفكير الإبداعي وتبادل الخبرات ويكون ذلك من خلال:
· الرغبة الأكيدة للعضو في تحقيق أهداف
الفريق.
· مبادرة كل عضو إلى مساعدة الآخرين وخاصة في
الظروف الصعبة.
· ضرورة تعرف كل عضو على المعلومات المتخصصة
التي يحضرها الأعضاء الآخرون للنقاش.
5. تشجيع المشرفين:
حيث أن معظم المدراء دائما مشغولون، وتحت ضغط النتائج
يفوتهم تشجيع المجهودات المبدعة الناجحة وغير الناجحة، فلابد من تحفيز الدافع
الذاتي حتى يتبنى الموظف المهمة ويحرص عليها ويبدع فيها والشركات الناجحة نادراً ما تربط بين الإبداع وبين المكافآت المالية
والمفترض أن يقابل المدير أو المشرف الأفكار الإبداعية بعقل متفتح وليس بالنقد أو
بتأخير الرد أو بإظهار رد فعل يحطم هذا الإبداع.
6. دعم الشركة:
إن تشجيع المشرفين يُبرز الإبداع، ولكن الإبداع حقيقة يظهر
حينما يهتم به قادة المنظمة الذين عليهم أن يضعوا نظاماً أو قيماً مؤكدة لتقدير المجهودات
الإبداعية واعتبار أن العمل المبدع هو قمة الأولويات، كما أن المشاركة في
المعلومات وفي اتخاذ القرارات والتعاون من القيم التي ترعى الإبداع.
معوقات الإبداع في الشركات:
بينت
بعض الدراسات أن الإبداع على مستوى الشركة قد يعاني من الإعاقة للأسباب التالية:
1. المحافظة على الوضع الاجتماعي وعدم الرغبة في خلق صراع سلبي
ناشئ عن الاختلافات بين الثقافة السائدة في الشركة وبين الثقافة التي يستلزمها
التغيير.
2.
الرغبة في المحافظة على أساليب وطرق الأداء المعروفة، حيث أن الإبداع في الشركة
يستلزم في بدايته نفقات إضافية على الشركة تحملها.
3.
عدم الرغبة في تغيير الوضع الحالي بسبب التكاليف التي يفرضها مثل هذا التغيير.
4.
ثبوت الهيكل الإداري لمدة طويلة وما يصاحب ذلك من رغبة أصحاب السلطة في المحافظة
عليها وعلى ولاء المرؤوسين لهم أو رغبة أصحاب الامتيازات في المحافظة على امتيازاتهم.