10 من استراتيجيات إدارة الضغوط
لا يكاد يخلو عمل ما من الضغوط المختلفة التي تصاحبه
على سبيل المثال هناك ضغوط مستمرة و تترافق مع بيئة العمل او في فترة معينة
على سبيل المثال فترة انتقال او فتح فروع جديدة او مرور المؤسسة في تغيرات معينة
و لكن هل يمكن إدارة الضغوط التي نمر بها في العمل لتحويل تلك الضغوط السلبية الى ضغوط إيجابية
و كيف يتم ذلك؟
جميعنا قد اختبرنا الضغوط السلبية و ما تورثه من اثار على سبيل المثال توتر و قلق و ارق
و لكن قد نكون غير منتبهين على وجود ضغوط إيجابية لا تقل أهمية عن سابقتها
فما هي الضغوط
الإيجابية و كيف تؤثر علينا؟
للإجابة على السؤال نتعرف أولا على الضغوط النفسية بشكل عام
تعرف الضغوط النفسية على انها:
اثار نفسية و جسدية ناتجة عن عدم قدرة الشخص على التوافق مع الاحداث او الأشخاص الذين يتعرض لهم و يتعامل معهم
ما يعود على نفسيته بآثار سلبية مثل القلق
و الاكتئاب و قد تتحول مع طول الوقت الى اعراض مرضية تنعكس على الجسد.
في هذا المقال سنتطرق الى نوع جديد من الضغوط النفسية
الا انها على عكس الضغوط السلبية تعطي دافعا و حافزا للتطوير و الاقدام و هي الضغوط الإيجابية
و من ثم سنضع بعض استراتيجيات إدارة الضغوط
و التي من خلالها يمكن معالجة الضغوط السلبية و التحكم
بها و التعامل معها
الضغوط الإيجابية
هي نوع من أنواع الضغوط النفسية و التي تتسبب في رفع التركيز و زيادة معدل
الإنتاجية بحماس و شغف عاليين
ما الفرق بين الضغط السلبي و الايجابي؟
نماذج من الضغوط السلبية:
·
تذمر الإدارة المستمر
·
كثرة المهام
·
نقص العائد المادي
·
وجود مكائد و حيل من قبل
البعض للإيقاع بالآخرين و تشويه أدائهم
·
خروج المهام عن متوسط
قدرة الفرد على العمل
تعتمد استراتيجيات إدارة الضغوط على معرفة الفرق بين الضغوط السلبية و الإيجابية
على سبيل المثال النظر الى المسبب و الى التأثير النفسي الناتج عن تلك الضغوط،
و من ثم التعرف على النتائج المترتبة عليها
فعلى سبيل المثال يعتبر النقد المستمر و التركيز على السلبيات ضغطا سلبيا
في حين يعتبر تلقي ترقية في العمل ضغطا إيجابيا،
فالترقية عادة ما تكون مصحوبة بأعمال و تكاليف و تحديات جديدة
غير ان الشخص يواجهها بكل حب و احترام و رغبة
في خوض غمار التجربة و التعلم منها
قد تورث الضغوط الإيجابية نوعا من القلق الا انه إيجابي لا يعيق الأداء او يقلل الإنتاجية
و لكننه يجعلك على أهبة
الاستعداد لبذل المزيد من المثابرة و العطاء ..
كلا من النقد و الترقية تحدث اثارا على الموظف تساعد على توضيح نوع الضغط
و بالتالي
تطبيق استراتيجيات إدارة الضغوط بالشكل الأمثل للتحكم في الضغوط و السيطرة عليها
اثار الضغوط السلبية:
·
غياب الرضا الوظيفي
·
تراكم المهام
·
الخوف من ارتكاب الأخطاء
و التعرض للانتقاد
·
الاحتراق الوظيفي
·
الإحباط و التوتر المستمر و الشعور بالاكتئاب
·
نقص تقدير الذات و الشعور
بفقدان الاهلية
·
السلبية التي قد تؤثر
غالبا حتى على الحياة خارج العمل مثل الاسرة و الأصدقاء
·
سوء المزاج و الارق
و بالتالي تدهور الحالة الصحية
امثلة على الضغوط الإيجابية:
·
الترقيات الوظيفية
·
المهام الخارجة عن
المعتاد
·
طلب عصف ذهني عاجل
لاقتراح تطوير في موضوع معين
اثار الضغوط الإيجابية:
·
زيادة معدل الإنتاجية
و الجهد
·
تحفيز الأفكار الإبداعية
و الابتكارية
·
نمو المنافسة الشريفة
و الإيجابية
بعد تصنيف اثار واعراض الضغوط و تحديد نوعها يمكن علاجها من خلال
استراتيجيات إدارة الضغوط
مفهوم استراتيجيات إدارة الضغوط:
استراتيجيات إدارة الضغوط تعني الخطط و الإجراءات المتبعة للتحكم في ضغوط العمل او الحياة
و السيطرة عليها و على ردود افعالك الناتجة من تلك الضغوط
أهمية استراتيجيات إدارة الضغوط و التوتر:
تكمن أهمية استراتيجيات إدارة الضغوط في التمكن من الحد من المشاعر السلبية
و مقاومتها و السيطرة عليها ما سيعطي إنتاجية أفضل في العمل
و بالتالي فإنك تحصل على صحة نفسية أفضل و تسلم من اثار الاحتراق الوظيفي
و كذلك من الاثار النفسية و الجسدية الناتجة
جراء تلك الضغوط
استراتيجيات إدارة الضغوط:
1.
اول استراتيجيات إدارة الضغوط
تتمثل بكتابة الضغوط التي تواجهك و الإلمام بها:
حدد نوع الضغط الذي يواجهك، يمكنك تحديد نوع الضغط الذي يواجهك
من خلال معرفة سبب الضغط و اثاره ونتائجه الواقعة عليك
على سبيل المثال ما سبب الضغط الذي يواجهك في العمل؟
هل هي مخاوف ام تحديات؟
هل تفتقر الى الأمان الوظيفي في عملك؟
تساعدك كتابة هذه الأسئلة في ورقة على بلورة افكارك لتتضح الصورة الذهنية
و بالتالي تتمكن من تفعيل استراتيجيات إدارة الضغوط و التحكم فيها بالشكل الصحيح
·
حدد سببا واضحا و دقيقا
للضغط الواقع عليك
تعرف على تأثير الضغط عليك على سبيل المثال هل هو الخوف من المواجهة ام الفشل ام غياب
الأمان الوظيفي
·
تقتضي استراتيجيات إدارة
الضغوط العلم الدقيق بالنتائج:
التي يسببها التعرض لتلك الضغوط على سبيل المثال تأجيل المهام و تراكمها
او لربما تباطؤ العمل و تقليل الإنتاجية
قم بمطالعة الورقة التي كتبتها في وقت اخر غير وقت الكتابة
و تأكد من أنك
كتبت كل شيء بحيادية و انصاف بدون الانجراف ضحية المشاعر السلبية المبالغ فيها
قم بممارسة العصف الذهني مع نفسك:
و الذي تهدف من خلاله الى البحث عن حلول
لتلك المشكلات و اتخاذ القرارات المناسبة
2.
من استراتيجيات إدارة الضغوط
التفكير في قدواتك
تذكر الأشخاص الملهمين لك و قصص رواد الاعمال،
حتى على مستوى زملائك و اطرح على نفسك هذا السؤال:
ان كان أحدهم يعيش مكانك و يتعرض لنفس المواقف و الاحداث مع نفس الأشخاص الذين يمثلون مصدر ضغوط بالنسبة لك،
هل سيخوضها بنفس طريقتك أم انه سيخرج بأفكار و حلول تخرجه من هذا الوضع؟
في احدى المرات شاهدت بالصدفة مباراة ودية للعبة الشطرنج
و في منتصفها اعلن احد الطرفين انسحابه بسبب سوء مجريات اللعبة في غير صالحة،
كان وضعه سيئا و النتيجة شبه محسومة ففكرت ان قراره بالانسحاب كان صائبا
لأتفاجأ بأحد المشاهدين يقترح نفسه ليكمل مكان الطرف المنسحب،
استغربت ككل الحاضرين من تصرفه فلا احد يلقي بنفسه الى الخسارة بكامل ارادته الا هذا المتهور،
و الاغرب ان هذا الأخير قد امتلك قدرا من المكر و الدهاء و سعة الحيلة ما مكنه من قلب الموازين رأسا على عقب
ليحظى بالنصر في نهاية المطاف،
قضيت بقية يومي افكر في ذلك الحدث، ثم توالت الأيام و الاحداث الى ان وقعت ذات مرة في مأزق ايقنت ان لا مخرج منه،
فقد استغرقت طويلا في إعادة النظر و التفكير و البحث و كانت كل الطرق مسدودة،
الى ان اجتمعت بصديق لي اعرف انه كثيرا ما يفكر خارج الصندوق،
فطرحت عليه الوضع بكامل ابعاده ليفاجئني كعادته بحل لم يكن ليخطر لي على بال مهما فكرت و أعدت النظر،
وقفت مع نفسي لوهلة فقد كان اقل مني خبرة و اصغر سنا،
حينها عرفت ان الامر ليس بفارق السن او زيادة الخبرة و انما بوجود
اختلافات جوهرية بين البشر في مزيج من الصفات و الخصائص،
استحضرت لاعب الشطرنج ذاك و عرفت ان هناك اشخاص مهما تعاظمت الهموم و المشكلات
فإنها تصغر و تتلاشى امام عظمة هممهم و دهاء بصائرهم
اذن هل يوجد شخص ما في هذا العالم ان حل محلك يمكنه توظيف المعطيات المتاحة
و استخدام الأوراق الخاملة التي تمتلكها في يدك بطريقة فعالة لترويض تلك الضغوط
و قلب الموازين؟
ما الذي سيفعله يا ترى؟ و لماذا لا تكون انت ذلك الشخص؟
فليس المطلوب منك خلق شيء جديد او التحكم بالقدر
و انما النظر للأمر بطريقة مختلفة و استخدام عقلك بالتفكير
خارج الصندوق
ان كنت قد عاشرت قدرا كافيا من القادة المحنكين و تعرفت على اشخاص اذكياء
فستدرك ان هناك الكثير ممن يمتلكون القدرة على الخروج من أحلك الظروف و أسوأ الأوضاع
كما
ستعلم يقينا انه لا مانع من ان تكون أحدهم ان أردت ذلك..
3.
لتحقيق استراتيجيات
إدارة الضغوط عليك ان تفكر بمنطقية:
هل تذكر اخر مرة كنت فيها سعيدا تكاد تطير من الفرحة،
هل لا تزال تجد تلك المشاعر في نفسك بنفس قوتها وصداها
ام انها تلاشت و لم تبق الا احداث مخزونة في ذاكرتك،
قال أحد الشعراء:(مثلما تفنى المسرة هكذا تفنى الهموم)
لا تنجرف وراء مشاعرك السلبية
و اعلم ان القلق و التوتر و الحزن هي كغيرها من المشاعر المؤقتة،
كالفرح و السعادة و التفاؤل تزول مع الوقت،
و لكنها تنتشر بقدر ما تخصصه لها من مساحة ضمن افكارك،
فالقلق كالنبتة الضارة ان اقتلعتها انتهت و ان تركتها انتشرت،
لذا عليك ان تتحلى برباطة الجأش و تقدر الأمور بقدرها.
4.
تقتضي استراتيجيات إدارة
الضغوط ان تحسن اختيار الرفقة:
لا شك ان هناك الكثير ممن يجيدون فن اللوم و النقد و المقارنات السلبية في بيئة العمل و كذلك خارجها،
هذا الصنف من الأشخاص يمكنه ان يشحن الأجواء بمزيج من اليأس و الإحباط و السخط،
تحتم عليك استراتيجيات إدارة ضغوط العمل عزل المستجدات السلبية
على سبيل المثال من خلال قطع او تقنين علاقاتك مع هؤلاء الأشخاص
و ذلك لكي تتمكن من إدارة الضغوط المعزولة و مكافحتها
فمن غير المنطقي محاولة السيطرة على الضغوط و انت تمتلك مصدرا يمدك بالمزيد منها كل
يوم،
لست مجبرا على توطيد صداقتك مع كل زملاء العمل
و لكن عليك اصطفاء نخبة منهم لتبني معهم جسر صداقة لا ينهدم امام اختبارات الحياة و عواصفها،
و لتبق علاقتك مع البقية علاقة زملاء عمل، علاقة تمتاز بالاحترام و عددا لا بأس به من الحواجز،
كما يجب عليك الحذر من الدخول في جدال معهم لان ذلك سيؤثر
على عملك و قد يعرضك للكيد والدسائس
5.
الصراحة مع الذات من اهم
استراتيجيات إدارة الضغوط:
تتمثل الصراحة مع الذات في ان تطرح على نفسك هذا السؤال:
هل انت أحد أسباب تلك الضغوط التي تتعرض لها و لماذا؟
من استراتيجيات إدارة الضغوط ان تكون صادقا مع ذاتك
على سبيل المثال قد تكون بحاجة الى تأهيل أكثر او لديك نقص في الخبرة او الممارسة او لا تمتلك رؤية واضحة عن ماهية عملك،
في هذه الحالة عليك ان تكون صادقا مع نفسك و تعتبر نفسك أحد مصادر تلك الضغوط،
كما يتعين عليك اصلاح وضعك بما يتناسب مع نقاط ضعفك او سلبيتك و تطوير ذاتك من خلال التعلم المستمر،
يمكنك التعلم خارج وقت الدوام عن بعد
قد تفيدك المواقع التالية في
تطوير مهاراتك التعليمية:
· أفضل 10 مواقع لتقديم دورات مجانية بشهادات معتمدة
·
أهم المنصات العربية التعليمية
·
أفضل مواقع دورات تدريبية اونلاين
6.
من استراتيجيات إدارة
الضغوط تعلم فن التجاهل
تتضمن استراتيجيات إدارة الضغوط ان تتجاهل بعضها
فعلى سبيل المثال الأشخاص السابقين الذين يمثلون جزءا من ضغوط العمل السلبية
و مع ذلك لا يمكنك تغييرهم او التحكم في تصرفاتهم
و لكن يمكنك تجاهلهم بالكامل و التركيز على مهماتك
7.
اعمل فيما تحب او أحب ما
تعمل
لديك هذان الخيارين و عليك التأقلم مع أحدهما و لا شك ان الأفضل هو الأول
فان عملت فيما تحب ابدعت في عملك و اتقنته،
و لكن مع كثرة الزحام على الوظائف يضطر الكثير للعمل في أشياء جديدة لا تمت لهواياتهم بصلة،
في هذه الحالة فان استراتيجيات إدارة الضغوط تقتضي التكيف مع عملك والانسجام معه،
يساعدك على هذا الامر جلوسك مع الزملاء لوقت أطول خارج وقت الدوام
و قضاء أوقات إضافية معهم على سبيل المثال العشاء او
الخروج للسهر
8.
تعلم فن التعامل مع أصعب
الشخصيات لكونها احدى استراتيجيات إدارة الضغوط:
على سبيل المثال عندما تكون الشخصيات هي مصدر الضغوط في العمل و ليس العمل نفسه
فعليك تعلم أساليب الدبلوماسية على سبيل المثال :
طرق التعامل مع الزميل او المدير النرجسي او المزاجي او العنيد
و ذلك من خلال اختيار الأساليب على سبيل المثال انتقاء الوقت المناسب للحديث معه
و تقليل الجدال والبعد عن التذمر
تعلم الاعتراف بأخطائك و الأهم منه ان تتعلم كيفية إصلاحها بدلا من الانهماك
في البحث عن التبريرات و الاعذار
9.
من استراتيجيات إدارة
الضغوط البحث عن مصادر دخل جديدة:
غالبا تتسبب قلة العائد المادي بالكثير من الضغوط النفسية
لذا تحتم عليك استراتيجيات إدارة الضغوط البقاء على اطلاع دائم على جديد الوظائف
و فرص العمل و كذلك البحث عن مصادر دخل متعددة
يمكنك الاطلاع على الأفكار المتاحة التي يمكن الانطلاق من أحدها لتكوين مصدر دخل إضافي
و ذلك من خلال قراءة المواضيع التالية:
أفضل المشاريع الصغيرة و المربحة في القرى
أفضل المشاريع الموسمية المربحة
أفضل المشاريع الصغيرة و المربحة للنساء
10.
تتضمن استراتيجية إدارة
الضغوط الحرص على تنظيم وقتك في العمل:
·
و ذلك من خلال البدء
بالمهام ذات الأولوية
·
اخذ قسط كافي لجسدك من
الماء و النوم وكذلك من الراحة
·
ضع فاصلا قصيرا بين
المهام
·
لا تجمع أكثر من مهمة في
وقت واحد فليس الكل يمكنه ذلك
كانت هذه مجموعة من استراتيجيات إدارة الضغوط
و التي من خلالها يتمكن الشخص من التعامل مع الضغوط التي يتعرض لها بطريقة أكثر وعيا
بحيث تتمكن من السيطرة عليها و التحكم بها،
فكما قيل المحن تصنع الرجال
و الضغوط ليست الا معلم يحثنا على التطوير و المرونة في شخصياتنا و تعاملاتنا و امكانياتنا
كما ان معظم الضغوط قصيرة العمر و لا
تدوم طويلا